الأرضُ توغلُ في المساءِ

الأرضُ توغلُ في المساءِ
وفي ظلال العابرين ظلالـــَها
منداحة ينثالُ منها الماءُ
بحثاً عن مخايل ِ لونِهِ
في اللازوردِ وفي مرايا الأرخبيل ِ
حملتــُها وشماً على كتفي
ومن بدءِ الخليقةِ كاهلي
ما أنّ تحتَ العبءِ والإرهاق ِ

ما زلتُ أحملُ ثِقلـَها بين المجرّةِ والمجرّةِ
والمدى متوشحٌ بعباءةٍ من صمتِهِ..
لو أقفرتْ كلُ الدروبِ
وأنكرتْ وجهَ الغريبِ وسحنة َ المشتاق ِ

ما عفتُ أرضاً شابَ في دمِها دمي
أنا من جنونِ الموج في قاع ِ المحيطِ
ومن سنا الأصدافِ في هذا الخليج ِ
رُواقي

سَبحي طويلٌ في نهارِ الوجدِ حين أجوبُهُ
ومواجدي تمتدُّ في الأعذاق ِ

أنا سندبادُ الريح ِ
ضاع شراعُهُ
وتسربت أيامُهُ في الموجِ دونَ هوادةٍ..
أنا سندبادُ الريح ِ
تحملُني على الألواحِ ألفُ قرارةٍ
والنونُ يسألُ نفسَه عن صاحبٍ
ترمي به خلفَ الظهورِ مدائنُ الإخفاق ِ

وأنا بها الحلاجُ ألبَسُ جبّتي
أجتازُ أرصفةَ الضياع ِ
فمن يقاسمني عليها قهوتي وجريدتي؟
والليل يغسلُ بالهمومِ مواجعي
ويرتبُ التاريخَ في أحداقي

وأنا المطارَدُ عن حياضِ الماءِ دون جريرةٍ
فإذا نجوتُ فمولدٌ للشمسِ بعد غيابها
وإذا صُلبتُ فتلكَ شيمة ُ آخر ِ العشاق ِ

ما للثريا عن سهيلٍ أعرضتْ؟!
هل قالَ فيها شعرَه متحدياً
أمرَ الشيوخ ِ وشرعة َ الأعراق ِ؟

أم أنها مشتاقةٌ تزورُّ عن مشتاق ِ ؟!

الأرض توغلُ في المساءِ
ولهفتي من تحتها..
وأنا على قلقِ الرياح مشتــّّتٌ
تجتاحني هوجُ العواصفِ والرؤى
لأظلَّ في وجد الظنونِ معرِّياً وشماً على كتفي
ومن بدءِ الخليقةِ كاهلي
ما أنّ تحتَ العبء ِ والإخفاق ِ
ما أنّ تحتَ العبء ِ والإخفاق



محمد ول الطالب