بسم الله الرحمن الرحيم
إنتهت مساء أمس بالمركب الأولمبي لمولاي عبدالله بمدينة الرباط المغربية المباراة التي تجمع بين منتخبنا الوطني - مع التحفظ على الكلمة- والمنتخب المغربي الشقيق ..هذا اللقاء الذي خسر فيه المنتخب الوطني (المرابطون) خسارة أليمة أمام نظيره المغربي في مباراة يفترض بها أن تكون شرفية بالنسبة للأول ..ولكن "العلم يرفع بيت العز والشرف"
في هذه السلسلة المتوالية النقاشية الجادة عن الرياضة الموريتانية سوف نتناول عديدا من نقاط النظام ، ومن مواقع المسؤولية سوف يناقش الجميع المواضيع المتوالية واليومية بإذن الله ما عدا يومي الجمعة والسبت ..دون ردود سيميائية مثل " شكرا ياغالي...." أو "مشكوووور على الموضوع الرائع ..." ومن كانت له عودة مع الموضوع فلا يكتب ردا حتى يعود ... حتى نتمكن من صقل ألسنتنا التي لا تعرف التملق سيفا براقا في وجه إتحادية الرشاوى واللصوص هذه ..
هي حرب حامية الوطيس على كل دعاة التدمير في وطننا الغالي (موريتانيا) ..وهي القصيدة الملقاة على آذان الوشاة من الـ"إتحاديين" و أولها كفر بما جاءو به من بغيا من عند أنفسهم ولسيرون ..وإن غدا لناظره قريب.
منذ ما يقارب السنة من الآن لعب منتخبنا الوطني ضد نظيره المصري فرعون إفريقيا القادم إلى مركب نواكشوط الأولمبي بإنتفاخ أوداج وعزة نفس ، وكأنما حكم على النتيجة بضعف تلك التي تكبدها المنتخب السعودي في إفتتاحية كأس العالم 2002 أمام الألمان .. وليس سرا أن كل أولئك المشجعين الذين قدموا من جميع مقاطعات نواكشوط التسع ومن ولايات داخلية إنما أتوا فضولا ورغبة في مشاهدة المنتخب المصري -الأسطورة دونما حجاب أو ترجمان ، فللمدرجات طعمها الخاصة خصوصا إذا كان اللقاء مجهول النتيجة ..ولعل بعضا من المهارات الموريتانية الدفينة التي أخنى عليها الذي أخنى على لبد ، والتي برزت في ذلكم اللقاء ، لعلها حركت وترا ساخنا في وريد الجماهير وحركتها أمام رقصات ولد تكدي التي أوقع بها نصال عمرو زكي و عماد متعب دفعة واحدة ، وأمام أريحية و إستهزائية يوهان لانجلي ، وأمام إنفعالات علي فرجاني المدير الفني للمنتخب كلما جد جديد في المراوغات بين اللاعبين.
ليس أمرا ينسى أبدا عندما جاء الفضوليون ليروا بطل إفريقيا فأنقلبوا عليه كما ينقلب السحر على الساحر..وأصبحوا يهبون هبة رجل واحد كلما أخذ المرابطون الكرة ، ويشوشون بأصوات غير محببة كلما أخذ المصريون الكرة ..حينها أدركت أننا أمة لا ينقصها إلا المجهود والإستقامة وأدركت أن منتخبنا لا يقل أهمية أبدا عن نظيره المصري هذا إن لم يكن يفوقه في بعض النواحي ، ولكننا جمهور ليست لديه إدارة كي لا أقول إرادة إدارة ..فسيدأحمد ولد تكدي في مباراة موريتانيا ومصر ليس بشخص آخر سوى سيد أحمد التكدي الذي كان يلعب ليلة البارحة ضد المغرب ، وصانع ألعاب مولودية سعيدة الذي تتفانى موناكو والخور القطري وأندية عالمية أخرى في ضمه إلى صفوفها .. وقاراموكو ليس البارحة بشخص آخر عن ذلك الذي لعب في مباراة موريتانيا بوروندي فأدى فيها أعمال العجب حتى صفق له البورونديون ..وأذكر ذات مرة أن سيدأحمد تكدي ذكر لي أن المنتخب في إطار التصفيات الماضية عندما قدم إلى القاهرة لمقابلة المصريين ، تم إسكانهم في فندق "بانسيون" بأحد الحواري الشعبية بضواحي القاهرة ، عانى منه المنتخب أيما معاناة ..وأسر لي بأنهم كانوا سيردون الصاع صاعين بإسكان المصريين في "كبات" نواكشوط بالمقاطعة السادسة ، لكن فرجاني أمرهم برد الإساءة إحسانا ، ولكن حثهم على الإنتقام على نجيلة الملعب الأولمبي يوم الفصل ..ولم يخيبوا له ظنا فأين أنت يا فرجاني حتى ترى الحسرة على وجوه المشجعين ، وترى إبتسامات "أكليكم" و"ماصا" وولد بوخريص وهي تخترق صمت الحداد على رياضتنا الوطنية مثلما نشاهده في أفلام الرعب التي آثرناها على أن نشاهد إحماء واحدا لنخيبتنا الوطنية ...