أقرّ وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم في دمشق الخميس الجلسة الأولى إعادة تفعيل المبادرة العربية للسلام وطرحها في المحافل الدولية وكذلك دعم المبادرة اليمنية لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني الداخلي.وفي تصريح للجزيرة نت من العاصمة السورية أوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن وزراء الخارجية العرب أقروا في جلسة العمل الأولى من اجتماعهم -المكلف وضع البيان الختامي
للقمة العربية في دمشق- بند تفعيل المبادرة العربية للسلام، مشيرا إلى أن هذا القرار أنهى اللغظ الإعلامي حول احتمال تعطيل أو سحب المبادرة كليا.
وقال حسام زكي إن الاجتماع ترك للجنة الوزراية العربية المختصة وضع الخيارات المتاحة أمام الدول العربية -كل حسب ظروفها- لإحياء عملية السلام كخيار إستراتيجي، مؤكدا أن هذا القرار جاء خدمة للموقف الفلسطيني التفاوضي.
في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محمد صبيح مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين قوله إن وزراء الخارجية العرب اتفقوا على "إعادة طرح المبادرة على الساحة الدولية لتأكيد الحرص العربي على إيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي، وعلى عقد اجتماع قريب للجنة مبادرة السلام على مستوى وزراء الخارجية".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن بعد لقائه الملك الأدرني عبد الله الثاني في عمان رفضه إجراء أي تعديل أو تغيير على المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002 وأعيد تفعيلها في قمة الرياض العام الفائت.
من جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة في دمشق عبد الحميد توفيق أن الجلسة المغلقة الأولى دعت أيضا لتشكيل لجنة من وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي ووزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي لتفعيل المبادرة اليمنية كي تكون مبادرة عربية تسعى لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني وحل الخلاف بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
|
الحكومة اللبنانية قاطعت القمة احتجاجا على ما تعتبره دورا سوريا سلبيا في الأزمة الداخلية (الفرنسية)
|
وذكر مراسل الجزيرة في دمشق أن الجلسة الثانية التي بدأت مساء الخميس بحثت الخلافات العربية التي يتوقع أن تلقي بظلالها على القمة، لا سيما في ضوء مقاطعة لبنان وخفض مستوى التمثيل لدى عدد من الدول العربية الأخرى كما هو الحال بالنسبة للسعودية ومصر عل خلفية [b]الأزمة السياسية في لبنان.
الملف اللبنانيوفيما يتعلق بالملف اللبناني الذي يتوقع طرحه في الجلسة المغلقة الثانية لاجتماع وزراء الخارجية العرب، قال المندوب السوري الدائم لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد إن الرئيسبشار الأسد كان ينوي مناقشة الملف اللبناني بتفاصيله لو حضر لبنان القمة.
واعتبر الأحمد في تصريح للصحافيين على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب أن الذي غاب عن القمة "ليس لبنان بل حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة".
وأضاف الأحمد أن قرار الحكومة اللبنانية مقاطعة القمة دفع وزراء الخارجية العرب لاعتماد القرار نفسه الذي أقر قبل ثلاثة أسابيع في القاهرة والمتعلق بالتضامن مع لبنان، إضافة إلى المبادرة العربية ذات الصلة.
قمة فاشلةوفي العاصمة بيروت قالت الأكثرية النيابية اللبنانية المعروفة باسم قوى الرابع عشر من آذار الخميس إن القمة العربية المقرر عقدها في دمشق السبت والأحد المقبلين "ستكون أفشل قمة عربية".
جاء ذلك على لسان النائب اللبناني السابق فارس سعيد في ختام الاجتماع الذي عقدته الخميس الأمانة العامة لقوى 14 آذار التي أيدت قرار حكومة فؤاد السنيورة مقاطعة القمة العربية في دمشق.
وتلا سعيد مذكرة مرسلة من هذه القوى إلى القادة العرب المجتمعين في دمشق تطالب بممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري من أجل وضع حد "لأطماعه المزمنة في لبنان ولمحاولاته المتمادية والمستمرة لإعادة زمن الوصاية والهيمنة وعرقلة مشروع الدولة وزعزعة الأمن والاستقرار واستمرار الاغتيالات السياسية وذلك من خلال إقرار سوريا الواضح والصريح بنهائية الكيان اللبناني".
من جهة أخرى أعلنت رئاسة مجلس الوزراء في لبنان الخميس أن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة سيوجه الجمعة -قبيل انعقاد القمة العربية في دمشق- كلمة إلى "اللبنانيين والمسؤولين العرب" لشرح موقف لبنان من القمة والسبل الكفيلة بمعالجة الأزمة اللبنانية